سرطان الرأس والعنق.. دواء جديد قد يجعل “العلاج الإشعاعي” أكثر فعالية
يُعتبر سرطان الرأس والعنق، سادس أكثر أنواع السرطانات شيوعًا في جميع أنحاء العالم. وبالرغم من العلاجات الفعالة المتعددة التي ظهرت، إلا أن غالبًا ما يتعرض المريض للانتكاسة بعد تلقيه تلك العلاجات، كما أن البعض لا يستجيب بشكل إيجابي للعلاج في المرة الثانية.
وفي هذا السياق، نشرت مجلة Cancer Letters دراسة أظهرت اختبار عدد من الباحثين في “جامعة سينسيناتي”، علاجًا تركيبيًا جديدًا باستخدام نماذج حيوانية، لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم زيادة فعاليّة العلاج للمساهمة بمساعدة البشرية، خصوصًا أنهم يستخدمون عَقارًا مُعتمدًا من “إدارة الغذاء والدواء” الأميركية.
وفي التفاصيل، جمع الباحثون في هذه الدراسة بين العلاج الإشعاعي وعَقار “telaglenastat” الذي من شأنه إيقاف عمل إنزيمًا رئيسيًا في مسار الخلية، والذي يتغير في الخلايا السرطانية، ما يؤدي إلى نمو الخلايا بسرعة وبالتالي ومقاومة العلاج.
أشرفت على هذه الدراسة د. كريستينا ويكر، من مختبر الطبيبة فينيتا تاكيار، حيث أعربت عن أملها في إطالة حياة المرضى من خلال هذا العلاج، وأشارت إلى أن سرطان الرأس والعنق، مثل أي سرطان، يغيّر حياة المريض بالفعل ويمكن أن يؤثر على الحلق أو اللسان أو الأنف، حيث أن من يعاني من هذا النوع من السرطان، لا يستطيع البلع أو التحدث أو تناول الطعام، “ما قد يقضي على المتعة في معظم جوانب الحياة الاجتماعية للفرد”، بحسب تعبيرها.
من هنا، أوضحت د. ويكر أن هذا الدواء تمت دراسته في الكثير من التجارب السريرية، وذلك لمعرفة ما إذا كان بإمكانه تحسين علاج مختلف أنواع السرطان، “إلا أنه حتى الآن لم يتحقّق أحد من فعاليّة العلاج الإشعاعي على مرضى سرطان الرأس والعنق”.
من جهة أخرى، لفتت د. ويكر إلى أن الدراسة أظهرت أن هذا المركب الدوائي له آثار جانبية طفيفة على المرضى، حيث وجد الباحثون أن العَقار قد قلّل من نسب نمو خلايا سرطان الرأس والعنق بمعدل 90٪، كما زاد من فعالية الإشعاع في الحيوانات المصابة بأورام الرأس والعنق بمعدل 40٪، مشيرة إلى أنه جرى استخدام نماذج حيوانية.
وفي ضوء هذه النتائج، تابعت ويكر، ومع التجارب السريرية السابقة التي أظهرت تجاوب المرضى مع الدواء، بات هناك إمكانية للتحرك سريعًا باتجاه التجارب السريرية لمرضى سرطان الرأس والعنق، آملة أن يُستخدم الدواء في المستقبل لجعل العلاج الإشعاعي لسرطان الرأس والعنق أكثر فعالية.
وفي الختام، أوضحت د. ويكر أنه عندما تكون الأدوية التقليدية أقل فعالية، يصبح من الصعب السيطرة على تفاقم السرطان، ما قد يؤدي إلى انتشار المرض بسرعة إلى أعضاء أخرى، “لذا، من المهم جدًا أن يطوّر العلماء والأطباء علاجات جديدة للسرطان لتحسين علاج هذا النوع من المرض، ونأمل أن توفّر نتائجنا فرصةً إضافية لمساعدة المرضى”، بحسب قولها.